أكد دولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي خلال إستقباله بمكتبه الرسمي اليوم السفراء العراقيين الجدد: ان مهامنا كبيرة،ومنها ما يتعلق بالجانب الأمني ،وان اعداء العراق يريدون تعطيل العملية الإنتخابية ،كي تفقد الدولة الشرعية،لكننا لن نسمح لهم بذلك وسنعمل على إجراء الإنتخابات في موعدها المحدد.
وقال السيد رئيس الوزراء : يجب بذل الجهود لحل أزمة المهجرين العراقيين والمقيمين في مختلف البلدان وإعادتهم للبلاد،لأننا نجد بعض الدول ووسائل الإعلام تضخم هذا الموضوع وتعطيه أرقاما غير صحيحة عن عدد العراقيين في الخارج ،بهدف الإساءة الى العراق .
ودعا السيد رئيس الوزراء الى العمل على اعادة الكفاءات والخبرات العراقية و أن نضع السبل اللازمة لعودتها للإستفادة منها في عملية البناءوالإعمار وتطويرالمبادرات التي قدمناها كالمبادرة الزراعية والتعليمية بدلا من أن يقدموا خبراتهم للدول الاخرى،ونتمنى أن يتحقق ذلك في قريبا خاصة بعد أن عملنا على تحسين الوضع المعاشي لعموم العراقيين ،وقد خصصنا الأموال المناسبة لتسهيل عودة العراقيين الذين في الخارج وسنقوم بتوفير كل ما يمكنهم من العودة للبلاد.
واضاف السيد رئيس الوزراء: إن عملية بناء الدولة هي عملية متكاملة ولاتقتصر على الجيش والشرطة فقط ،وجميع القطاعات الاخرى معنية بذلك لأنها جميعها تشكل الأسس التي يتم من خلالها بناء الدولة،وعندما يكون العراق حاضرا في المحافل الدولية فهذا جزء من بناء الدولة،ووزارة الخارجية تطلع بمسؤولة تحسين العلاقات مع الدول الاخرى ،والسفارات هي أذرعها في العالم.
وتابع السيد رئيس الوزراء مخاطبا السفراء الجدد، إن الإختيار عندما وقع عليكم جاء نتيجة الإيمان بالعملية السياسية وما حققته التجربة الديمقراطية والإنتخابات،وان سياستنا الخارجية تتطلب أن نكون حاضرين في كل المواقع والمنظمات العربية والدولية ، و أن يكون العلم العراقي عاليا فيها ،وأن نعمل على إعادة علاقاتنا الخارجية بعد القطيعة التي تسبب بها النظام المباد.
واضاف : أعرف بأن مهمتكم ستكون صعبة خصوصا السفراء الذين سيمثلون العراق في بلدان تحتضن البعثيين والمعارضين للعملية السياسية ،ونريد من السفير أن يمثل العراق ولايمثل طائفته أو قوميته أو مذهبه،وأن يقدم كل ما يخدم المهمة التي هو بصددها لأن فيها إعتبارات مهنية ووطنية
وتابع سيادته: لقد كان المواطن العراقي في زمن النظام المباد يواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى السفارة،أما اليوم فنريد أن تكون السفارات في خدمة جميع العراقيين حتى من لديه توجهات تختلف معنا،وهؤلاء نستقبلهم هنا ويتحدثون ويصرحون بكل حرية، واننا نفتخراليوم بعدم وجود اي معتقل سياسيا كان أم إعلامي ،أو في أي مجال للحريات والرأي.
وقال السيد رئيس الوزراء: نريد أن ننهض ببلدنا ،ويجب عليكم كسفراء أن تعملوا على تغيير الصورة المشوهة التي خلفها النظام السابق ، ويجب علينا أن نمضي في هذا الإتجاه وأن نرسم صورة العراق الجديد الإتحادي القائم على العدالة والمساواة والمواطنة.
واضاف السيد رئيس الوزراء :البلد يعاني من جرائم البعثيين والقاعدة والعصابات،ولكننا يجب أن نتصدى لذلك ونستمر في عملية بناء الدولة ونطور إقتصادنا،وقد بدأنا ذلك بالفعل عام 2008 لتحقيق المزيد من التقدم في هذا الإطار لولا الأزمة المالية العالمية،لكننا بالرغم من ذلك سنستمر في عملية البناء والإستثمار وهناك إقبال دولي على هذا التوجه ، وان الدولة ستقوم بدعم عمل القطاع الخاص والمشاريع الإستثمارية،ونريد دفع عجلة الإعمار والإستثمار إلى الأمام وبالمقابل هناك من يريد تعطيلها،وعلى السفارات أن تعمل بهذا الخصوص على تحقيق كل ما يخدم عملية البناء ومصلحة البلاد .
وهنأ السيد رئيس الوزراء السفراء لتوليهم مهامهم الجديدة ،مؤكدا ان السفير هو بمثابة رئيس دولة في سفارته ،وهذه مهمة شاقة وليست بالسهلة لأنها ستواجه الكثير من التحديات، متمنيا لهم النجاح والتوفيق .