السبت، 23 يناير 2010

رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي يحضرالمؤتمر التأسيسي الأول

خاص/قاسم الركابي
قال دولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي: اليوم علينا أن نقف عند جميع التحديات،وفي مقدمتها كيف نفكر بالعراق وشعبه،وان لانفكر بالطائقية والقومية والحزبية والفئوية على حساب الوطن،وأن نضحي بالمصالح الشخصية من أجل الوطن، والمصلحة الوطنية لاتتحقق إذا لم يكن العراق حرا وشامخا ومستقرا،وهذا يحتاج إلى نظام يعطي الحقوق والواجبات على اساس المساواة والعدالة والدستور،وبدون ذلك لايمكن أن نحقق نجاحا وإستقرارا.



وأضاف سيادته خلال حضوره اليوم المؤتمر التأسيسي الأول لقبيلة بني ركاب:على قاعدة مصلحة الوطن نعتقد بأن الإستقرار السياسي والسيادة لاتقبلان أي خرق مرة أخرى،والبلد يجب أن يشيد على أساس الدستور والقانون والمواطنة التي لاتميز بين عراقي وعراقي وعدم عودة الطائفية وعدم التدخل في شؤون العراق الداخلية،وعدم السماح بالتجاوز على أرضنا مثلما لانرضى بالتجاوز على البلدان الأخرى،وهنا يأتي دور السياسيين،ونلاحظ هل تنسجم حركاتهم مع المطالب الوطنية،نجد الكثير لايزال يتحرك بما يطعن في صميم العراق ووحدة شعبه،وعلى السياسيين جميعا أن يراجعوا كل خطوة يخطونها في العملية السياسية التي راح الكثير من أبنائنا في طريق تثبيتها،هذه العملية نحن مسؤولون عنها ولن نفرط بها.



وتابع السيد رئيس الوزراء إذا رأيتم ان أحدا من الحكومة يستهدف،فالإستهداف ليس لشخصه،إنما لدفاعه عن العراق والمصلحة الوطنية،وهذه مواقف من يريدون العودة بالعراق إلى الوراء،وإلى مواقفهم التي خلفت لنا الحروب والمغامرات والكراهية في الدول والمقابر الجماعية والإعدامات والسجناء،ولانجد من هؤلاء إعتذارا للشعب العراقي عن كل هذا،بل نجدهم يفتخرون بما قام به النظام المقبور.



وقال سيادته:إن من أخطر مهام هذه المرحلة هو الوعي للشعار والجهة التي تقف خلفه،ربما تكون بعض الشعارات براقة وجميلة،ولكن كم هي درجة الصدق والإخلاص والتضحية فيها من أجل الوطن،وإذا كنا نتحدث عن حقيقة البعث المقبور،فأنا لاأجد ان المساءلة والعدالة وحدها تمثل العمل الحقيقي لعدم عودة هؤلاء مرة أخرى،إنما أرى ان إرادتكم هي الأقوى لعدم عودة الماضي من جديد لأن هؤلاء هم من زرع الطائفية والإرهاب .
وحذر السيد رئيس الوزراء من الإعلام المسموم والحملات العدائية المضللة التي تشيع مختلف الإتهامات والتي يصطف إلى جنبها بعض السياسيين،والتي تقف خلفها ماكنة إعلامية إقليمية ودولية للتشويش على إرادة الذين يريدون الخلاص من الماضي.
وأضاف سيادته إن المهام التي تنتظرنا تحتاج أن نكون على موقف واحد إن كنا صادقين في العملية السياسية،وأن لانذهب إلى هذه الدولة وتلك،ونحتاج إلى وحدة الموقف في مواجهة الإرهاب، وللأسف نجد من لايقدمون شكرا لقوات الجيش والشرطة،بل يقدمون لهم الادانة،ونسمع صيحات تدين الدولة والمؤسسات الأمنية،واني أتساءل هل هكذا تبنى الدولة،وهل رأيتم ذلك في البلدان الأخرى،يجب أن تتوحد مواقفنا، إما أن نفرح جميعا أو نحزن جميعا في مواجهة التحديات،وهناك كتبا تزور على رئاسة الوزراء حتى يقولوا انظروا كيف تضر رئاسة الوزراء بمصالحكم،وليس من مصلحة من يريد الفوز بالإنتخابات أن يزور الحقائق،يجب أن نترك العراقيين لقناعاتهم ،كفى شراء الذمم والضمائر،وعار على من يبيع صوته،كفى من الشعارات التخديرية التي هي من تصميم الإستكبار والمخابرات والتي الهدف منها الذل،علينا أن نسير خلف من يحمل الراية بصدق وأمانة.
وتابع السيد رئيس الوزراء بحمد الله ان ما تحقق من وعي لأبناء الشعب والعشائر يكفي أن يكون مانعا لعودة الطائفية والأوضاع السابقة،وهذا قد تحقق في ظرف محدود،وان الشعب العراقي أصبح مؤمنا بالدستور والقانون ودولة المؤسسات لأننا لايمكن أن نعيش أحرارا بدون الدستور والقانون،ولكن يؤسفنا أن نرى على شاشة التلفزيون من يقول ان هذا القانون فيه مخالفة دستورية ولكن علينا أن نصوت عليه،إذن أين الشعارات التي تتحدث عن الدستور إذا كنا نصوت على مخالفته،أتمنى أن يكون الرد حاسما من قبل السياسيين والواعين والشعب على من يريدون خرق الدستور كلما إقتربنا من الإنتخابات.
وقال سيادته:يؤسفنا ان لايذكر ما حققته حكومة الوحدة الوطنية ،والذي هو كبير جدا ،ولو إستذكرنا كيف كان الأمن والإقتصاد والعلاقات الخارجية والعقود النفطية،ونقارنها اليوم بما حصل من نهضة في العراق،وهذه واحدة من المهام والمسؤوليات الناجحة والتي يشهد لنا بها العالم بأن ما تحقق جاء في ظل هذه الحكومة،ونجد البعض لايذكرون النجاحات التي تحققت،ولكن ليعلم هؤلاء ان الشمس لاتحجب بغربال،اليوم أصبحنا نسمع عن عراق ما قبل جولة التراخيص وعراق ما بعد جولة التراخيص،والعالم يسميها عقود النفط العراقية لما شهدته من وضوح وشفافية،ويؤسفنا أيضا اننا نجد البعض يشيد بنا على إجراء هذه العقود وحين يلتقون بالناس يقولون لهم بأنها سلبت حقوق العراق وأمواله.
وأضاف السيد رئيس الوزراء:اننا ننتظر الإنتخابات ورأي الناس وكلمتهم حتى يأتي لمواقع المسؤولية من يؤمنون بالدستور وحقوق الشعب ،والإنتخابات المقبلة ستكمل بناء الدولة إذا أحسنا الإختيار.
وتابع سيادته :لقد كان الدكتاتور عندما فرض الحصار على العراق عام 1990 يزيد من معاناة العراقيين حتى يقول للعالم والامم المتحدة بأن الحصار يضر بالشعب العراقي،ولكن في الحقيقة كان يريد من خلال هذه المعاناة إنقاذ نظامة البائس،ونجد اليوم البعض لايذكر الإيجابيات ويبحث عن نقاط الضعف من أجل أن يقول بأن الحكومة لم تحقق شيئا،لنتحلى بالشجاعة ونصل إلى مواقع المسؤولية بالطرق الصحيحة،وعندما نجد من ينتهج ذلك فإننا سنكون إلى جنبه واقفين وداعمين،ولكن أتساءل لماذا ميزانية الدولة الآن تحت المزايدة ،ويطالبوننا مقابل المصادقة عليها،فما علاقة الميزانية بالسياسة.
وقال السيد رئيس الوزراء:لقد أطلقنا العمل للتعاون مع العشائر لما بدر منها من مواقف وطنية في مواجهة التحديات وبناء دولة القانون والمؤسسات،وأتمنى لقبيلة بني ركاب النجاح والموفقية في هذا المؤتمر وتحقيق أهدافه الوطنية من خلال ربط أحداث الماضي بالحاضر والوعي والثبات على المواقف الوطنية.